كيف يفوز برشلونة في الكلاسيكو ؟




في العنوان أعلاه طرحنا سؤالاً يبدو في ظاهره صعبًا أو يحتاج عشرات الفقرات ومئات الكلمات لتحليله، لكن القصة وما فيها يُمكن اختصارها في المثل العربي القديم "لا يُفتى ومالك في المدينة". نعم عزيزي القارئ هو سفاح الليجا في كل العصور ليونيل ميسي، وبدرجة أقل منه المنقذ الثاني الحارس تير شتيجن.

بالنسبة للبرغوث، فهو يعيش أزهى وأوج لحظاته كلاعب قادم من كوكب آخر، وعلى الورق وداخل الميدان، يعتبر السلاح الرادع الذي سيعول عليه فالفيردي ومشجعي النادي، كيف لا وقد وصل لمستوى، جعل كل كرة تخرج من قدمه اليسرى في الثلث الأخير من الملعب، أشبه بالكابوس على مدافعي المنافسين، سواء بتسديد كرة ثابتة من خارج المنطقة، أو بلمسة عبقرية في ظهر المدافعين، أو بقرار فردي بمعاقبة كل من يقابله.

بلغة الأرقام والإحصاءات، لم يفقد ليو الكرة في أي محاولة مراوغة قام بها في الليجا، أضف إلى ذلك 12 هدفا في عدد مباريات ودقائق أقل من منافسه المؤقت على صدارة هدافي الدوري كريم بنزيما، والأخطر من لغة الأرقام، أنه بات العقل المدبر والمخطط لـ99.5% لمحاولات برشلونة أمام المرمى، كما يقولون يحكم بأحكامه بلا رادع في دفاعات الخصوم.

بعيدًا عن مساهمة ميسي في بقاء فالفيردي في سُدّة حكم "كامب نو" بعد الشكوك التي حامت حوله في فترة الإصابة في بداية الموسم، فليو هو من يجلس على عرش هدافي الكلاسيكو برصيد 26 هدفًا، بواقع 18 في الليجا و6 في كأس السوبر الإسبانية وثنائية في دوري الأبطال، بمعدل هدفين أو أكثر في كل عام في الشباك البيضاء، منذ ظهوره على الساحة في منتصف العقد الأول في الألفية الجديدة.

الشاهد، أن نجاح برشلونة في كسر عقدة زيدان على ملعب "كامب نو"، ستتوقف بنسبة كبيرة على ومضات ميسي ولحظاته الخارقة، أو بالأحرى طريقة استخدامه للثواني الثلاث التي يسبق بهم البشر في مواجهات المباشرة مع اللاعبين، إلا إذا كان يملك زيدان شفرة كبح جماح الأعجوبة، كما ضايقه من قبل بالكرواتي ماتيو كوفاشيتش.

من الأشياء التي يحتاج فالفيردي في موقعة الأربعاء ليقضي أفضل عيد ميلاد، أن يكون تير شتيجن في يومه، بتقمص الدور الذي يقوم به بعد كل أفضلية يقدمها ميسي للفريق، مع تماسك الرباعي جوردي ألبا وجيرار بيكيه وكليمون لونجليه وسيميدو / سيرجي روبرتو، خاصة في الكرات الثابتة التي يُجيد زيزو وفريقه التعامل معه في هكذا مواعيد.

ولكي يفوز البرسا، عليه تفادي أخطاء زيارة "أنويتا"، التي شهدت خسارة الفريق نسبة الاستحواذ، وهذا في حد ذاته جرس إنذار قبل الكلاسيكو، إن لم يكن السبب هو انشغال اللاعبين باللقاء، وهذا سيتوقف على حالة الثلاثي المرشح لبدء المباراة سيرجيو بوسكيتس فرينكي دي يونج وإيفان راكيتيتش.

ويبقى الشيء الأهم بالنسبة للمدرب الباسكي وكتيبته استغلال أنصاف الفرص والتفاصيل البسيطة، لأنها لن تتاح كثيرًا بالأسلوب الذي يعتمد عليه المدرب الفرنسي، بغلق المساحات بقدر المستطاع في وسط ملعبه، مع ضغط هائل لافتكاك الكرة وضرب الدفاع بالهجمات المعاكسة، وهذه الطريقة ساعدته من قبل على تحقيق الفوز مرتين والتعادل في مثلهم في زياراته الأربع السابقة لقلعة كاتالونيا، فمن يا ترى سيقضي الأربعاء سعيدًا؟


أحدث أقدم